الموضوع: نهرٌ في غابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2020, 12:21 PM   #6
مدققة بفريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية нaruĸo
رقـم العضويــة: 176830
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 187
نقـــاط الخبـرة: 114

افتراضي رد: نهرٌ في غابة




لحظةُ الاستنَارة
ـــــ


لإجازة الصيف معانٍ عدة، أحدها العودة إلى ارتياد منتدى العاشق؛ فلسببٍ ما، أصبح العاشق مرتبطًا بإجازات الصيف.
تغيبي عنه للأشهر الماضية لا يعني أنني لن أرتاده مجددًا، فقد أصبح محطّةً صيفيّةً لا بُد منها!

في أيام الجامعة، بالكاد ألقى وقتًا لنفسي كي أمارس فيه هواياتي. لا أقول أنني أقضي جُلّ وقتي بالإنتاجية والعمل، فمعظمه يضيع بين صفحات التواصل الاجتماعي. ومع ذلك لا أجد نفسي أمارس هواياتي بدلًا من إهدار الوقت في مواقع التواصل. لذا فالإجازات هي الوقت الوحيد الملائم للهوايات، وبالفعل قد عُدتُ لهواياتي مع بداية الإجازة!

لديَّ الكثير لأثرثر عنه في هذه التدوينة.
عندما أعود للتدوينة السابقة والوقت الذي كتبته فيها، يا إلهي، أدرك كمّ الأشياء التي تغيّرت بحق في حياتي! فنحن لا نلاحظ التغييرات إلا بعد العودة إلى الوراء، وفي حالتي، العودة إلى مدونة مهجورة منذ أغسطس 2019.
لاحظتُ أنني أهوى هجر تدويناتي. لهذا لا أفكّر بفتح تدوينة للكتابة الجادة لعلمي أنني سوف أهجرها في نهاية المطاف.

ما الذي تغيَّر يا تُرى؟
في الحقيقة، الأستاذ المفضل الذي تحدّثتُ عنه في التدوينة السابقة وحقيقة أنه درّسني مجددًا، قد غيَّرا كل شيء... كُلّ شيء! لا أزال أنذهل حينما أعود للخلف وأتذكر الصدفة التي جعلتنا نتقابل مجدّدًا بعد سنتين ونصف.
هناك اقتباسٌ قريب لقلبي من رواية "لا قدّيسون ولا ملائكة"
"لأنك في لحظة استنارة واحدة قد تكتشفين ما كنتِ تبحثين عنه طيلة سنين بلا جدوى. المهم أن لا ندمّر أنفسنا قبل أن تحين تلك اللحظة"
أشعر أنّ لقائي مجددًا بالأستاذ والأمور التي ساعدني على اكتشافها في نفسي، هي تلك اللحظة المستنيرة في حياتي!
أتعلمون، إنه أحد أولئك الأساتذة الذين لا يكتفون بمهمّة التدريس، بل يذهبون لأبعد من ذلك. أساتذة ينبضون بالشغف، ويكتشفون الحجر الذي يحتاجُ صقلًا كي يصبح بلورةً مشعة... هكذا فضل هذا الأستاذ لديَّ، لقد اكتشفَ منذ سنوات الحَجَر الذي يحتاجُ صقلًا في نفسي، لكني كنتُ أكثر جهلًا من أن أتبع ما قاله لي. بعد سنوات أدركتُ أنه كان محقًا في ذلك اليوم من أبريل عام 2017!
وحده الوقت ما يمكّننا من كشف الحقيقة.
عندما صرّحتُ له أنه كان محقًا، وأنه كان من الأجدر بي أستمع إليه عوضًا عن العناد الذي قادني للجحيم، قال لي أننا أحيانًا نحتاج معرفة ما يراه الآخرون فينا، لأننا لا نستطيع رؤية كل شيء في أنفسنا.
أبدًا لن أنسى ذلك الحديث معه... أبدًا...
"كنتُ عمياء، لكنَّك رأيتَ كلَّ شيء في تلك اللحظة"


صحيح أنني كثيرًا ما أندم على قراراتي السابقة التي اتَّخذَتْها أناي المراهقة ولم أكتشف أنها كانت كلها أحلام وهمية إلا مؤخرًا، إلا أنني أذكّر نفسي دائمًا بأن الله وحده من يعلم خبايا الأقدار. لأننا في النهاية بشر قصيرو النظر، ولا نكاد نرى إلا ما بين أيدينا، فيكون من السهل علينا تمنّي ما نظن أنه الأخْيَر لنا. لكن عندما تمر بنا السنون، نكتشف أن لماذا الله اختار لنا ما اختار، ونكتشف الخير الذي يخبّئه لطف الله لنا، فقط بعد مرور السنوات...!
لذا، لستُ نادمة على قراراتي السابقة إذا كانت تلك القرارات وحدها ما ستوصلني للعمل كمساعدة تدريس مع أستاذي المفضل، وإذا كانت تلك القرارات التي ندمتُ عليها وحدها ما جعلتني أكتشف شغفي الحقيقي. بل إني ربما كنتُ سأندم على عدم اتخاذي ذلك القرار.
أنا الآن على أعتاب التخرج، ولم يبقَ لي سوى فصلٌ دراسي واحد، لكني أستطيع القول أنَّ جوهر رحلتي الجامعية كطالبة بكالوريوس تكمن في المنعطفات الصغيرة التي عبرت بها، مثلًا كمادة حُرة لم يعلم سوى الله أنها وأستاذها سوف يغيّران كل شيء! بل إني اكتشفتُ أن الوجهة لم تكن سواى سرابٍ آمنتُ بوجوده، وأن المحطات التي عبرتها أثناء سعيي خلف السراب هي الحقيقة بعينها!
وهكذا، كان جين والد غون محقًا عندما قال: "عليك أن تستمتع بالمنعطفات الصغيرة على أكمل وجه، لأنك ستجد فيها ما هو أهم من وجهتك."








يا إلهي، أخذتني الكتابة ولم أبدأ بالعمل على مهامي بعد!
رغم أنها إجازة الصيف إلا أنني أيضًا أعمل عملًا جزئيًا كمساعدة أبحاث لدى مشرفة البحث التخرج الكثير لأنجزه لكني هنا أتهرّب بالكتابة (:



إجازة سعيدة لكل من يقرأ هذه التدوينة!



التعديل الأخير تم بواسطة нaruĸo ; 08-26-2020 الساعة 09:08 AM سبب آخر: تغيير لون
нaruĸo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس