الصورة: محاولة في التصوير الليلي من نوفمبر العام السالف.
في ليلة تساقط شهب البرشاويات التي أخبرتني عنها صديقتي قبل سنتين لأول مرة، حملتُ كاميرتي وحاملها ثلاثي القوائم لَعَلّي أحظى بفرصة في التقاط صورةٍ للشهب.
لكن يا للحماقة يا أنا، فهذا الأمر بحدّ ذاته يحتاج إلى خبرة طويلة في عالم التصوير. التقطتُ صورة لسماء الليل لكن لم تكن كما تصوّرتها في مخيّلتي. فعواميد الإنارة التي سكنت شارع البيت، أثّرت بشكلٍ سلبي على التصوير الليلي.
لهذا، تركتُ شأن التصوير مؤجّلةً إياه إلى أملٍ مستقبليٍّ كاذب.
واصلتُ صعودي على السلالم المؤدية إلى السطح الأعلى من المنزل لأمكث ساعة وتقر عيني بالتقاط شهاب يعبر سماءَ الليل.
ليلتها، استطعتُ رؤية شهابين لا غير. تصاعدت دقات قلبي عندما لمحتُ الأول. اجتاحني شعورٌ غريب؛ تلك الشهب تعبر السماء بطرفة عين، ولا تصدر أي صوت.
خلال الساعة التي مكثتُ فيها على سطح المنزل، بدأتُ أبني أحلام يقظتي.
أتخيّلني في منطقة هادئة وبعيدة تحيطها الغابات حيث أسمع في منتصف ليلها عواء الذئاب من كل صوب.
هناك، حيث سماء الليل كسجّادة متلألأة تضيؤها النجوم.
حينها، سأراقب عددًا لا يُحصى من الشهب، وعند رؤية كل شهاب سأتمنى أمنية من الأمنيات التي لم تتحقق...