أسعد الله أوقاتكم صباحاً ومساءً، أهلا بكم
بكل قارىء ومُتجول للأدب ..
كيف هي أحوالكم ؟ أيامكم ؟ أتمنى تكونوا بخير رغم كل شيء ..
|*|
وأنا أقرأ هذه الكلمات العميقة ::
وضعوني في إناء
ثم قالوا لي : تأقلم
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
وإذا ضاق إنائي بنموي
..يتحطم !
أُجبِرتُ على البحث في هذا الشاعر ((شاعر الحرية)) ، لأجد أن ما يكتبه فيه من الحجة القوية
ما يستوقف القارىء للحظة ويتدارك وضعه إن كان حاله كما كُتب ..
ثائر متمرد، شعره صرخة أطلقها وكلمة حق طالما أراد أن يغرزها في خاصرة الباطل ..
شاعر حَمل هم أمته ووجع الإنسان العربي أينما حل وذهب .
لو تقرأون له الكثير ستجدون أن دواوينه تخلو من قصيدة غزل واحدة ، وقد سُئل الشاعر عن
إمكانية قوله قصيدة الحب وترك الدوران حول موضوع واحد هو الموضوع السياسي أجاب:
((إن الأرض تُكرر دورانها حول الشمس كل يوم، لكنها لا تكرر نفسها حتي في لحظتين متتاليتين،
والشعر العربي يكرر موضوع الحب منذ الجاهلية، والقضية برمتها هي عبارة عن رجل
يعشق امرأة ، وامرأة تحب رجلا، فهل تستطيع القول إن الموضوع قد اختلف عن هذا يوما ما؟
إن هذا الموضوع لم ينته بالتكرار، لأن هناك دائما زاوية جديدة للنظر ونبرة جديدة للبوح
وثوبا جديدا للمعنى... إني أتساءل ألا يكون الحب حبا إلا إذا قام بين رجل وامرأة؟!
أليس حبا حنينك إلى مسقط رأسك؟ .. أليس حبا أن تستميت لاسترداد الوطن من اللصوص؟
...أليس حبا أن تحاول هدم السجن وبناء مدرسة ؟... إن البكاء على الأهل والغضب على المقاول،
هما أرفع أنواع الحب في مثل هذا الموقف)).
ولد أحمد في مطلع الخمسينات في مدينة البصرة بمنطقة التنومة ، وكان لها تأثير واضح عليه،
فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مدينة مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت
الطين والقصب وأشجار النخيل، لقد انتقلت أسرته إلى محلة الأصمعي،أكمل أحمد دراسته الابتدائية
في مدرسة العدنانية، ولشدة سطوة الفقر والحرمان عليه قرر تغيير نمط حياته لعل فيه راحة له
وخلاصا من ذلك الحرمان انتقل إلى بغداد .
|*|
قِفـوا ضِـدّي .
دَعُوني أقتفي وَحْدي .. خُطى وَحْدي !
أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهدي
قَطَعتُ العُمرَ مُنفرداً
أصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِ
وَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتي
سِوى وَرْدي !
فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكا
لِيُسندَ ظَهريَ العاري .
وَلا ليَ سُلطةٌ تُوري
بِقَدْح زنادها ناري . وَلا ليَ بَعدَها حِزبُ
يُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي .
|*|
بينَ بيـنْ .
واقِـفٌ، والموتُ يَعـدو نَحـْوَهُ
مِـنْ جِهَتينْ .
فالمَدافِـعْ
سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلَّ يُدافِعْ
والمَدافِـعْ
سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.
أيـنَ يمضـي ؟
المَـدى أضيَـقُ مِن كِلْمَـةِ أيـنْ
ماتَ مكتـوفَ اليديـنْ . مَنحـو جُثّتَـهُ عضـويّةَ الحِـزْبِ
فَناحَـت أُمُّـهُ : و ا حَـرَّ قلبي
قَتَـلَ الحاكِـمُ طِفْلـي
مَرّتيـنْ !
|*|
رائعـةٌ كُلُّ فعـالِ الغربِ والأذنابِ
أمّـا أنا، فإنّني
مادامَ للحُريّـةِ انتسابي
فكُلُّ ما أفعَلُـهُ
نـوعٌ مِـنَ الإرهـابِ !
هُـمْ خَرّبـوا لي عالَمـي
فليحصـدوا ما زَرَعـوا
إنْ أثمَـرَتْ فـوقَ فَمـي
وفي كُريّـاتِ دمـي
عَـولَمـةُ الخَـرابِ
هـا أنَـذا أقولُهـا .
أكتُبُهـا .. أرسُمُهـا ..
أَطبعُهـا على جبينِ الغـرْبِ
بالقُبقـابِ :
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي !
زلزَلـةُ الأرضِ لهـا أسبابُها
إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسبابي .
لـنْ أحمِـلَ الأقـلامَ
بلْ مخالِبـي !
لَنْ أشحَـذَ الأفكـارَ
بـلْ أنيابـي !
وَلـنْ أعـودَ طيّباً
حـتّى أرى
شـريعـةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها
عائـدةً للغابِ .
....
نَعَـمْ .. أنا إرهابـي .
أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ
ينبـحُ، بعـدَ اليـومِ، في أعقابـي
أن يرتـدي دَبّـابـةً
لأنّني .. سـوفَ أدقُّ رأسَـهُ
إنْ دَقَّ ، يومـاً، بابـي !
|*|
هـرَمَ النـاسُ وكانُوا يرضـَعون،
عِندما قـَال المُغني عائِـدون،
يا فلسْـطين وما زَال المـُتغني يتغَنى،
ومَلايين ا للـُحـو ن،
في فَضـاء الجُـرحِ تفْنَى،
واليـتامى من يتامى يولدون،
يا فلسْـطِين وأرْبَاب النـِضَال المُـدمِنُون،
ساءهـم ما يشـهدون،
فمـَضوا يسْـتنكِرون،
ويَخُوضـُون ا لنِـضالات علـَى هزِ القـنانِي
وعلَى هز البطـُون، عائـِـدُون،
ولقــدْ عَاد الأسَـى لِلـمَرة الألْـف،
فـَلا عـُدنا ولاهـُم يحـزنُون!
|*|
يا أيّها الجـلاّدُ أبعِدْ عن يدي
هـذا الصفَـدْ .
ففي يـدي لم تَبـقَ يَـدْ .
ولـمْ تعُـدْ في جسَـدي روحٌ
ولـمْ يبـقَ جسَـدْ .
كيسٌ مـنَ الجِلـدِ أنـا
فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ
فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـاً
بِحبـلٍ منْ مَسَـدْ !
مواطِـنٌ قُـحٌّ أنا كما تَرى
مُعلّقٌ بين السمـاءِ والثّـرى في بلَـدٍ أغفـو
وأصحـو في بلَـدْ !
لا عِلـمَ لـي
وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ
فإنّني مُنـذُ بلغتُ الرُّشـدَ
ضيّعـتُ الرّشـَدْ
وإنّني - حسْبَ قوانينِ البلَدْ -
بِلا عُقـدْ :
إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ
وَفَمـي صَمـتٌ
وعينـا يَ رَمَـدْ
...
من أثـرِ التّعذيبِ خَـرَّ مَيّـتاً
وأغلقـوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ :
ماتَ ( لا أحَـدْ ) !
لمن أراد الإطلاع أكثر ::
هنا
أتمنى أن ينال هذا التقرير البسيط إعجابكم ، وأوجه شكري للمصممة sms على
الطقم الجميل للموضوع
|*| قراءة ممتعة|*|
البنر ~
التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 11-29-2016 الساعة 07:48 PM