عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-18-2015, 04:17 PM
الصورة الرمزية •ذَكْوان•  
رقـم العضويــة: 111802
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 7,386
نقـــاط الخبـرة: 3435
Icons03 الْجَنَّةُ دَارُ الْمَتَّقِينَ








بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف حال أعضاء وزوار منتدى العاشق

أسأل الله أن يرزقنا الجنة...





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله الا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

أرسله بدين الهدى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأنار به سبل الخير

ودروب الرشاد، فأمات الكفر والضلالات، ومحا الزيغ والهوى، وأحيا السنن، وأمات البدع

عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد







روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ)) البخاري (3277)

إن الجنة هي رحمة الله التي يرحم بها من يشاء من عباده ، وهي دار السلام

دار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، تجري من تحتها الأنهار

قصورها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت

وتربتها الزعفران وخيامها اللؤلؤ المجوف ، وهي نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، ونهر مطرد


وفاكهة وخضرة ، وزوجات حسان ، فيها السدر المخضود ، والطلح المنضود ، والظل الممدود

والماء المسكوب ، أهلها يأكلون فيها ويتنعمون ، ولا يمتخطون ، ولا يتغوطون ولا يبولون


بل مسك يَرشح ، يحيَوْن ولا يموتون ، ويشبُّون ولا يهرمون ، وجوههم مسفرة ضاحكة

مستبشرة فيها الجمال المبين ، فيها الأزواج من الحور العين ، كل نعيمها دائم


وكل شيء فيها باسم ، فيها يرفع الحجاب وينظرون إلى وجه العزيز الوهاب

ومهما أراد الواصفون المبدعون أن يصفوا كُنْهَ الجنة ونعيمها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً


فهي فوق ما يتخيله الخيال وأعلى مما يخطر بالبال ، روى البخاري ومسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


((قَالَ اللَّهُ عز وجل : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ

وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ :{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ

لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ }[السجدة:17] )) البخاري (3244) .

وإن أهل الجنة يدخلونها زمراً زمراً قال تعالى: { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا }

[الزمر: 73] ، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : ((أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ


عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً ، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ

أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ ، وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ

أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ )) البخاري

وقد ثبت في السنة أن للجنة ثمانية أبواب ؛ روى الإمام أحمد في مسنده من حديث

لقيط بن عامر عندما خرج وافداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : ((وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَثَمَانِيَةَ

أَبْوَابٍ مَا مِنْهُمَا بَابَانِ إِلَّا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا)) المسند (16155)

ومن هذه الأبواب باب الريان الذي لا يدخل منه إلا الصائمون وقد تقدم في حلقات ماضية

الحديث عنه وذكر الأدلة عليه ، وأما بقية أبوابها فقد سمي بعضها ففي الصحيحين

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


((مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ

فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ من


مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ

دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ


مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟

قَالَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ)) البخاري (3666).


قال ابن القيم رحمه الله : (( لما سمت همة الصِّدِّيق إلى تكميل مراتب الإيمان

وطمعت نفسه أن يُدعى من تلك الأبواب كلها فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم

هل يحصل ذلك لأحد من الناس ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك ، فخبره بحصوله

وبشره بأنه من أهله وكأنه قال: هل تكمل لأحد هذه المراتب فيدعى يوم القيامة

من أبوابها كلها ؟ فلله ما أعلى هذه الهمة وأكبر هذه النفس)) حادي الأرواح (ص: 222).

وقال الحافظ ابن حجر : (( فِي الْحَدِيث إِشْعَار بِقِلَّةِ مَنْ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَاب كُلّهَا

وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا لِكَثْرَةِ

مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا ، بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل


بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات ، ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم لَهُ

وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد ، وَلَعَلَّهُ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ)) فتح الباري اهـ.

وأهل الجنة لذاتهم لا تنفد ونعيمهم لا ينقطع { أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا }[الرعد: 35] ،

وإن أعلى ما يتنعم به أهل الجنة وألذّه على الإطلاق رؤياهم الله تبارك وتعالى

ونظرهم إليه في الجنة قال تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26]، وقال تعالى:

{ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [ق: 35]، وقد فُسِّرت الزيادة والمزيد برؤيته سبحانه في الجنة ، ففي صحيح

مسلم عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ

قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا !! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ

وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ !! قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ

عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } )) مسلم (181)

والجنة هي سلعة الله الغالية لا تنال بالتمني وإنما تنال بتوحيد الله والإيمان والأعمال الصالحة

وهذا ما دلَّ عليه القرآن والسنة الصحيحة وأعمالهم كثيرة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

((عَمَلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْإِيمَانُ وَالتَّقْوَى ، وَعَمَلُ أَهْلِ النَّارِ : الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ ، فَأَعْمَالُ أَهْلِ

الجنة الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَالشَّهَادَتَانِ :

شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَحَجُّ الْبَيْتِ

وَأَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : صِدْقُ الْحَدِيثِ


وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ وَالْإِحْسَانُ إلَى الْجَارِ وَالْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ

وَالْمَمْلُوكِ مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ وَالْمَحَبَّةُ

لَهُ وَلِرَسُولِهِ وَخَشْيَةُ اللَّهِ وَرَجَاءُ رَحْمَتِهِ وَالْإِنَابَةُ إلَيْهِ وَالصَّبْرُ عَلَى حُكْمِهِ وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ .

وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَذِكْرُ اللَّهِ وَدُعَاؤُهُ وَمَسْأَلَتُهُ وَالرَّغْبَةُ إلَيْهِ

وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَك

وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ الْجَنَّةَ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ

الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْعَدْلُ


فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وَعَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ حَتَّى الْكُفَّارِ . وَأَمْثَالُ هَذِهِ الْأَعْمَالِ ))

مجموع الفتاوى ( 10/422) اهـ.







فليبادر كلُّ من عرف الجنة ونعيمها إلى المسابقة والمنافسة لتحصيلها والفوز بها

فأبوابها مشرعة ومناراتها واضحة وسبلها بينة . اللهم إنا نسألك الجنة

وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل وسبيلها






وفي الختام أود شُكر كل من ساعدني على طرح هذا الموضوع

أشكر المصمم :: Black Butterfly

والمنسق :: αηιмσ кυη

طرح الموضوع :: Саске

استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه

المصدر :: هنــــا






بنر الموضوع




التعديل الأخير تم بواسطة •ذَكْوان• ; 07-20-2015 الساعة 03:59 PM
رد مع اقتباس