عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-26-2013, 02:57 PM
الصورة الرمزية Sherlock Holmes  
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :
افتراضي أتذكر إذ لحافك جلد شاة

أتذكر إذ لحافك جلد شاة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفكم ان شاء الله اموركم تمام
هذه القصة حصلت مع معن بن زائدة وهو والي على العراق

و لكن قبل القصة يجب التعريف بالشخصية

من هو معن بن زائدة

أمير العرب أبو الوليد الشيباني ، أحد أبطال الإسلام ، وعين الأجواد .
كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة ، فلما تملك آل العباس ، اختفى معن مدة ، والطلب عليه حثيث ، فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور ، وحمي القتال ، وحار المنصور في أمره ، ظهر معن ، وقاتل الريوندية فكان النصر على يده ، وهو مقنع في الحديد ، فقال المنصور : ويحك ، من تكون ؟ فكشف لثامه ، وقال : أنا طلبتك معن . فسر به ، وقدمه وعظمه ، ثم ولاه اليمن وغيرها .
قال بعضهم : دخل معن على المنصور ، فقال : كبرت سنك يا معن .
قال : في طاعتك . قال : انك لتتجلد . قال : لأعدائك . قال : وإن فيك لبقية .
قال : هي لك يا أمير المؤمنين . ولمعن أخبار في السخاء ، وفي البأس والشجاعة ، وله نظم جيد . ثم ولى سجستان . وثبت عليه خوارج وهو يحتجم ، فقتلوه ، فقتلهم ابن أخيه يزيد بن مزيد الأمير في سنة اثنتين وخمسين ومائة وقيل : سنة ثمان وخمسين

القصة

تذاكر جماعة فيما بينهم آثار معن بن زائدة وأخبار كرمه، معجبين بما هو عليه من التؤدة، ووفر الحلم، ولين الجانب، وغالوا في ذلك كثيراً، فقام أعرابي، وأخذ على نفسه أن يغضبه، فأنكروا عليه، ووعدوه بمائة بعير، إن هو فعل ذلك، فعمد الإعرابي إلى بعير سلخه، وارتدى بجلده واحتذى بعضه جاعلاً باطنه ظاهراً، ودخل عليه بصورته تلك، وأنشأ يقول:

أتذكر إذ لحافك جلد شاة
وإذ نعلاك من جلد البعير


قال معن: أذكر ذلك ولا أنساه.

فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكاً
وعلمك الجلوس على السرير

قال معن: إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء.

فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها
ولو جار الزمان على الفقير


فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالاقامة و ان جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة .

فقال الأعرابي:
فجد لي يا ابن ناقصة بمال
فإني قد عزمت على المسير

ملاحظة : اراد هنا اهانته بقوله ابن ناقصة سخرية على بن زائدة
فقال معن: أعطوه ألف دينار، تخفف عنه مشاق الأسفار.

فأخذها وقال:

قليل ما أتيت به وإني
لأطمع منك في الشيء الكثير

فثن فقد أتاك الملك عفواً
بلا عقل ولا رأي منير


فقال معن: أعطوه ألفاً ثانياً، كي يكون عنا راضياً.

فتقدم الأعرابي وقبل الأرض بين يديه وقال:
سألت الله أن يبقيك دهراً
فما لك في البرية من نظير

فمنك الجود والأفضال حقاً
وفيض يديك كالبحر الغزير


فقال معن: أعطيناك على هجونا ألفين، فليعط على مدحنا أربعة.
فقال الأعرابي: بأبي أيها الأمير ونفسي، فأنت نسيج وحدك في الحلم، ونادرة دهرك في الجود (وإنك لعلى خلق عظيم) ولقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذّب، فلما بلوتك صغّر الخير الخبر، وأذهب ضعف الشك قوة اليقين، وما بعثني على ما فعلت، إلا مائة بعير جعلت لي على إغضابك.
فقال له الأمير معن: لا تثريب عليك، ووصله بمائتي بعير، نصفها للرهان، والنصف الآخر له، فانصرف الأعرابي داعياً له، شاكراً لهباته

الى هنا ينتهي موضوعي و امل ان يكون قد نال اعجابكم
رد مع اقتباس