اًن اًلرجاًل
اَلعُقلاء دائمآ فى صَراع مع َالدُنيا وُمع الَناس
تُجابههَم دائمآ أموَر لأتجدُ اَستجابهَ من داَخلهم
ومن هَنا يُصابون
بقلقِ وِيفرون من اَلمُجتمعاّت
ويّتحاشون عٌبث اَلحياَه ولّهوها
وكاّن
(أُبىِ) من هّذا اَلطراز اَحس اَن
اَلبشّريهً فى
فترة من اًلفتراتّ قد
ضلتَ طريقهاَ واًلغت عقلها عندما اَتجهت بِلولاء واَلتقِدير اَلى
اَلشجر واَّلحجر أيكون لِهذا
اًلجماد من اًلقدرة على اًلنفعَ واًلضر ماليسَ لاِنساًن ؟
وأذا كان فى مّقدور هذة اّلجمادات فى تّصور
اَلمشُركين
أن تقدم لهذا اَلانسان
اًلضعيف مايُجمُل حياتهُ ويُسعد
أيامهَ فمن خلقّ اَلسماَء وأوجدِ اَّلارض؟
من اّلذى أقاَم اًلجبال اًلشاَهقه وعمق اَلبحار اّلزاخرة ؟
من اًلذى يخرج اًلنبات مِن اَلأرض ؟
من اًلذى يِسير اٌلريَاح ويُرسل اًلغّيث؟
من اًلذى بِيدة حُق اًلحياًه واَلموّت ؟
كانًت هذهِ الأسئلهّ تُلاحقهُ لِيل نهاَر ؟ (1)
وفِى
ليلِه مِن اًلليَالى اَلتى
أراد الله فيها أن يّسوق اَلى هذا اَلعبُد اًلصالح
أعظم
هديهَ وأِجل مِنحه
فشَرح صدرَة للآِسلام
وذلِك بعد أن وصَل اَلى سمعِه خبر الحبيب (صلًى الله عليه وسلم )
فذهب ( أُبىِ ) اًلى (سعد بن اَلًربيع)
وطرق بّابه ليسألهُ عن هذا ّاّلدين
وأذا بِسعد يخُبرة بمكان مُصعب اَبن عُمير اَلذى تعلم
بين يدى اَلحبيب (صلًى الله عليه وسلم )
كيف تكون
اَلدعُوة اَلى الله تّعالى بلحكمِه واَلموعظهّ
اًلحسنّه
فدعاةُ ألى الله فاِنشرح صدرة فأسلم
وذهب اَلى الَحبيب
(صلًى الله عليه وسلم ) وشهَد بيعهَ اً
لعقبه
وعاش
( أُبىِ) _ رضى الله عنُه _
عابدآ زَاهدآ لاتميلُ نفسهُ الى زخارفَ
آلدنيا وزهرتهاَ اَلفًانيه
فكان يِقضى
اًلساَعاَت واَلّاوقات فى طلبّ
اَلعلَم وقراءة اَلقران
وظلَ على تلك
اَلحاله اَلى اَن جاء اَلحبيب (صلًى الله عليه وسلم )
مُهاجرآ اَلى اَلمدينه فًسعد ( أُبىِ ) سعاَدة لّو وزعّت على اًلكون
كلُه لكانتّ كافيَه فكان يُلازم
النبى (صلًى الله عليه وسلم )
مُلازمَه اًلآنسان لظِله
ليَقبس من هديَه وعلمِه وأخلاقّه اًلسَاميه
ولمّا كاَنت
غّزوة بدر دخل هذا َ
العابد اَلزاهد فيها وكأنهُ
الُليث فى عرينهّ وخاض تلَك
الَغزوة بكل بسالهِ وشّجاعه وفًداء
وّطول سٌنوات اًلصحبُه ( وأُبىِ) بن كّعب قريب رسول الله( صلًى الله عليه وسلم )
يِنهلُ من عينيِه اًلعذب اَلمعطاَء
وبعد اًنتقال رسول الله (صلًى الله عليه وسلم ) الى اًلرفيق الأعلى ظل
( أُبىِ ) علىّ عّهدِة اًلوثيق فى
عبِادته وفى قوة
دينّه وخُلقهُ
وكان _دائمآ_
نذيرآ فى قومَهّ
يذُكرهّم
بأيام الَرسول
( صلًى الله عيه وسلم)
وماًكانوا عليّه من عَهد وسُلوك
وزهّد ومن كلِماته الًباهرة اّلتى كاّن يهًتف بها فى أصحابِه
(لقد كناَ مع رسول الله( صًلى الله عليه وسلم ) ووجوهنا واحدة _
فلّما فاًرقنا اًختلفت وجُوهنا يَمينآ وشَمالآ
ولقّد ظل
مُتمسكآ بِلتّقوى مُعتصمآ
بلزهد فلم تستطًع َ
الدنيُا أن تفُتنه
أو تُخدعهُ ذلك
أنهُ كان يّرى حِقيقتهَا فى
نهايتهَا
فمهمَا
يعيش اَلمرء وَمهما
يَتقلب فى اَلمناعم
واَلطيبات فانه ملاِق يومأ
يتحّول فيِه كلُ ذلكِ
الى هباء
ولَايجُد بين يديًه آًلا ماعمل من
خير أو ماَعمل من سؤء
(2)