عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-31-2010, 04:29 PM
الصورة الرمزية الكناري  
رقـم العضويــة: 28254
تاريخ التسجيل: Dec 2009
العـــــــــــمــر: 37
المشـــاركـات: 1,565
نقـــاط الخبـرة: 10
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى الكناري
عن الرجل الذي يفقد حياته تدريجياً

هناك رجل عندما يحبك يخشاكي ، ينتفض لوجودك وتصيبه حمّى فراقك ، هو يفضل تلك الحمى المصاحبة لبعدك ، على أن تبقي بحياته .....
تنتهي قصتك معه وهو يبكي أمام البحر ، يقبل أطراف أصابعك ويحيطك بذراعه ، تقبلين كف يده وتمسحين دمعة نزلت على خده ، تركنين رأيك جوار قلبه مستمتعة بآخر لحظاتك معه ، هذا الرجل الذي لم يحبك أصلا ، لايمل من أن يذكر أمامك بعد ذلك أنك جميلة وأنك وأنك .....، كلها أشياء لا تهمك مايهمك تحديدا وقتها ، كيف سيمر الوقت بعده ؟
أحب محطات القطار، يخبرك .. كان وقتها من الأدعى أن تستدعي ذكاء الأنثى لتدركي أن رجلك هذا ممسوس بالترحال خلف ما لايعرف ، وهو ..ظن أنه يعرفك بالقدر الكافي لتركك ، كان من الجدير وقتها أن تتوشحي بغموضك ...
وأحب الجلوس معك في شرفتك ، يخبرك ...
تعبر الأيام وهو لا زال يمر بين الممرات يتأكد من سلامة المعدات ، يرجع خلف مكتبه ليجد رساله منك فلا يرد عليك ، يضع سماعات هاتفه في أذنه ويتلاشى
" ردتك ولو شباك
تملى حياتي تراب "
لا يرد الآن لكن بعد وقت ما ليس بقريب ..سيعود فقط ليخبرك أن ركود الحياة يقتله وأنه سيسافر ، نعم ؛ سيحاول لقد مل الحياة هنا .. هنا لايوجد سوى غباء وقهر .

" ما أكثر ما يقتلك ألماً؟"..يسألك .. "صدقني لا يقتلني سوى برودة صوتك وملل صمتك " .
تعبر الأيام ولا زال يتنقل بين الممرات ، يتذكرك أحياناً ، ينظر لكفه التي قبلتيها عند البحر ويأخذ نفساً عميقاً ويتذكرك ، ألا يكفيك أنه يتذكرك أحيانا ؟ طماعة

" نفسي أشوفِك ..وحشتيني " يقول لك فتنصهرين أمام صوته " وأنا كمان "تخبريه ولا شيء يحدث كلها أمنيات
من عمل لآخر تنتقلين بخفة أحيانا وتثاقل أحايين أخرى...لا عمل في أكثر الأوقات
بكاء ، اكتئاب وأيام أخرى مليئة بالضحك والبهجة .
تسأليه " من أنا ؟ " ينظر في عينيك ويضحك جدا " جنيّة عنيها خضره " تصمتي ..فيسكت وبعد دقيقة كاملة تمر بينكما " أنتِ... البنت التي تكبر في اليوم عاماً كاملاً "

يمر بين الممرات واضعاً سماعات المسجل الصغير في أذنه ، يستمع إلى سعاد ماسي ويتأكد من سلامة المعدات ويتذكرك ... ثم ينساك عندما يلمح أفروديت التي تخطف خياله ، تهرولين في زحمة الناس ،تحلمين ، تتركين شعرك للهواء وتحت المطر تصرخين أحياناً .... يجري ليمسك هاتفه ويكتب " وحشتيني قوي ونفسي أشوفك وأقعد معاكي " ....تصلك مساءً منه رساله
" Ezzayek?"
لا تفهمين شيئاً من رجفتك تلك ولا غيابه الذي يقطعه برساله باردة
بعد وقت طويل ، يحدث .. " تعرف .. نفسي أقدر أعود بالزمن وألغي بعض الأشخاص والحكايا ".."هتلغيني ؟ "مم
تضحكين "سألغي مشهد إلقائي الرسالة في البحر أمامك وأبقي عليُك "
قبل أن تنصرفي تاركة مقعدك خاويا ،ستتركين له ورقة
" حتي السمك بالميّ .. يبكي على حالي "
يبعث لكِ برسالة " تمنيت امرأة تصبح عشيقتي وأمي وصديقتي ، والبنت التي تكبر في اليوم عاماَ كاملاَ
تعود سريعا لعمر الثلاث سنوات بضفيرتين وفراولة على خديها ،أدفنها في حضني في الوقت الذي أتمنى
فيه حضنها .. وأنا أب غير صالح "
تبتسمين للرسالة وتكتبين إليه
" ردتك ولو شبّاك .. تملى حياتي تراب "
جملته الأخيرة ستبقى تتردد في أذنك بينما تعبرين بخطوة سريعة خارج محطة المترو
" وحشتيني .. نفسي أشوفك "
..............
رد مع اقتباس