الموضوع: بنات أفكاري
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2012, 12:42 PM   #4
Akagami
 
الصورة الرمزية زياد شورابي
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 39
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي دعوة للتفكر

عجباً للإنسان طبعه التشاؤل يراوح بين التفاؤل والتشاؤم يتغلب عليه اليأس والقنوط تارة ويشحنه الأمل تارات

نفس هائمة لا تحدها أرض ولا سماء قد تشتعل حماساً وحيوية إذا إتضحت أمامها أهدافها جليّة وبانت غاياتها

فتنطلق بكل نشاط لتحقيق هذه الأهداف وبلوغ تلك الغايات وإن كانت تبدو بعيدة عصيّة وصعبة المنال تتسلح

بالإيمان والمثابرة أو نفس مغايرة إنهزامية ذات طبيعة هشة سرعان ما تسقط صريعة أمام أولى إختبارات الحياة

القاسية لأنها لم تؤمن بتلك الأهداف أصلاً أو تقاتل من أجلها أبداً.. ترى أيّ النفوس نحن ؟

قد يحدث أن يمر الإنسان بفترة فراغ وتمر عليه سحابة من الكآبة ويغرق في دوامة من الحزن فيبدأ بمراجعة

نفسه أين أخطأ وأين أصاب وفيم أفنى سنين عمره، لأول وهلة، قد يبدو الأمر عادياً لكنه ينم عن رغبة شديدة

لمعرفة سبب وجوده في ظل غياب الهدف وإنعدام الغاية كليّاً أو جزئياً داخل مجتمع مادي بحت لا يعترف إلا

بالمصالح الضيقة في خضم هذا الجري المحموم على الدنيا والتكالب عليها قصد إمتلاكها إمتلكتنا هي وأسرتنا

بجمالها الآسر وزينتها الخلابة ويقول المولى عزّ وجل في هذا الصدد

{إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم( إن الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون )

وفي هذا الحديث الشريف بيان عن حجم الخطر الذي تمثله الدنيا على الإنسان إذا لم يتعامل معها بكل حكمة

وأن يحذر من أن تفتنه في دينه نسأل الله السلامة.

أختم بالهدف الأسمى والغاية المثلى التي خلق من أجلها الإنسان والتي يختزلها الرحمان سبحانه وتعالى في

قوله { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } فتكون بالتالي العبادة بمعناها الشامل الفلك الذي يدور حوله

الإنسان، فوالله الذي لا إلاه إلا هو لن يترك الإنسان سدى، فليتريث ويكف عن التخبط ولينظر ويسأل نفسه

هل حقق ولو الجزء البسيط والنزر القليل من سبب وجوده في الدنيا وعلة إستخلافه في الأرض ؟
زياد شورابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس